الجمعة، 5 يناير 2018

سأل سائلٌ : ماالبيان الحق في قول الله تعالى: {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾ } ؟

الإمام ناصر محمد اليماني 
02 - 10 - 1428 هـ
13 - 10 - 2007 مـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
 
سأل سائلٌ :
ماالبيان الحق في قول الله تعالى: 
{الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} ؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب، فقال:
المُعلم الشديد القوى هو (جبريل) عليه الصلاة والسلام الذي كان يُعلّم محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن،ولكن المهديّ المنتظر يُعلمه البيان (اللهُ) الذي خلقه مُباشرةً بوحيّ التفهيم. لذلك قال الله تعالى:
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} 
صدق الله العظيم [القيامة].
فأمّا القرآن فعلّمه الله لجبريل ليُعلمه محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأمّا البيان فكان الله هو المُعلّم به مُباشرةً إلى المهديّ المنتظَر، وذلك هو التأويل الحقّ لقوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}. وقال الله تعالى:
{الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾}
صدق الله العظيم [الرحمن].
والرحمن علّم القرآن لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وذلك هو التأويل لقوله:
{الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}،
وأما المهديّ المنتظر صاحب علم الكتاب فهو الإنسان الذي علّمهُ اللهُ البيان الشامل للقرآن وأنّ الشمس والقمر بحسبان، فقد علمناكم بالسَّنة الشّمسيّة في ذات الشمس وكذلك السَّنة القمريّة لذات القمر وفصّلنا ذلك من القرآن تفصيلاً.
ومعنى قوله خلق الإنسان فذلك هو المهديّ المنتظر حتى إذا جاء العمر المناسب له علّمه البيان الحقّ للقرآن ولم يخبئه في سرداب السامري ثم أخرجه وعلّمه! وربّما يقول الجاهلون إنه يقصد بقوله: {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾} أي آدم عليه السلام، ونسي قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿٦﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨﴾}
صدق الله العظيم [الإنفطار].
ومن ثم نقول له إن الإنسان الذي خلقه الله وعلّمه البيان لم يكن قبل نزول القرآن بل بعد تنزيل القرآن، والقرآن لم يتنزل على آدم بل على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ويخصّه قوله تعالى: {الرَّحْمَٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقرآن ﴿٢﴾}، أي علمه لجبريل ليُعلمه لمحمدٍ رسول الله عليهما الصلاة والسلام، ثم من بعد ذلك وفي الوقت المناسب خلق الإنسان الذي يُعلمه الله البيان الحقّ للقرآن وذلك هو المقصود في قوله تعالى:{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} صدق الله العظيم. 
وذلك بعد أن يحيطكم الله ما شاء من علمه لترون آيات ربّكم على الواقع الحقيقي.
تصديقاً لقوله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:١٠٥].
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.