الجمعة، 5 يناير 2018

سأل سائلٌ: أفتني عن التعددية الحزبية السياسية هل هي من أمر الرحمن لعباده أم هو مخالفة لأمر الله تعالى في محكم كتابه؟

الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 08 - 1434 هـ
06 - 07 - 2013 مـ
04:54 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ 
سأل سائلٌ:
أفتني عن التعددية الحزبية السياسية هل هي من أمر الرحمن لعباده أم 

هو مخالفة لأمر الله تعالى في محكم كتابه؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله أجمعين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وعليهم وآلهم وسلّموا تسليماً ولا تفرّقوا بين أحدٍ من رسله وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير، أمّا بعد..
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار،
لقد سبقت فتوانا بالحقّ بعدم المشاركة في المظاهرات الحزبيّة السياسيّة أو المذهبيّة فلا ينبغي أن ننحاز إلى جهةِ طائفةٍ من الأحزاب فنحن ندعو إلى وحدة الأمّة الإسلاميّة العالميّة وننفي التعدديّة الحزبيّة أو المذهبيّة في دين الله كونها مخالفة لحكم الله في محكم كتابه في التّوراة والإنجيل والقرآن العظيم، وقد تفرّقَ أهلُ الكتاب إلى شيعٍ وأحزابٍ وخالفوا حكم الله في التّوراة والإنجيل وأنتم اتّبعتم ملّتهم بإنشاء التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين ونسيتم نهي الله وتحذيره لكم في محكم القرآن العظيم 
في قول الله تعالى:
{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَاجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
صدق الله العظيم [آل عمران:105]
فاتقوا الله يا معشر المسلمين ولا تتبعوا ملّة قومٍ كافرين، وأتحدى علماءكم الذين أفتوكم بجواز التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين أن يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لننظر حكم الله في شأن التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين وإلى حكم الله الحقّ بنفي التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين.تصديقاً لقول الله تعالى:
{ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ }
صدق الله العظيم [الشورى:13]
ونستنبط من ذلك :
بأنّ التعدديّة الحزبيّة المذهبيّة أو السياسيّة محرمةٌ في دين الإسلام الذي جاء به رسل الله أجمعين من أوّلهم إلى خاتمهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وعليهم أجمعين لا نفرّق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون.
فاتقوا الله وأطيعونِ يا معشر المسلمين لعلكم تهتدون، فقد علمتم عذاب الله لكم بسبب مخالفة حكم الله إليكم بالتعدديّة الحزبيّة فأذاق الله بعضكم بأس بعضٍ أفلا تعقلون؟ أفلا تعتبرون؟ ولا مشكلة في الانتخابات وينجح كلٌّ من المرشَحين بحسب شعبيّتهم في شعوبهم بشرط عدم وجود تعدد الأحزاب كون التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين تجلب الاختلاف والتباغض بين المؤمنين، فاتقوا الله فقد أهلكْتُم شعوبَكم وأنفسَكم بمخالفة شرع الله في حكمه إليكم.
ويا معشر علماء الأمّة، 
 إنّما يريد الله أن تستيئِسوا من التعدديّة الحزبيّة بين شعوبكم وفشل ما تسمّونه بتعدد الأحزاب السياسيّة الديمقراطيّة فشلاً ذريعاً في بلاد المسلمين بل هي ديمخراطيّةٌ ما أنزل الله بها من سلطان، وندعوكم إلى تحقيق خلافةٍ إسلاميّةٍ عالميّةٍ عادلةٍ ترفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، فنحن قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه نسعى إلى رفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان وإلى تحقيق السّلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التّعايش السلميّ بين المسلم والكافر، ولا إكراه في الدين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما علينا إلا الدّعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من الله؛ البيان الحقّ للقرآن العظيم، ولم يأمرنا الله أن نُكره النّاس حتى يكونوا مؤمنين لكون الله لن يتقبّل منهم عبادتهم خشيةً من العباد بل حتى تكون خشيةً من الله وحده. تصديقاً لقول الله تعالى:
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) }
صدق الله العظيم [التوبة]
فلا إكراه فيما يخصّ عبادةَ الرحمن، وأمّا ما يخصّ الإنسانَ فقد أمرنا الله أن نقيم حدوده التي تحدّ من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وجعلنا خير أمّةٍ نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، وذلك أمرٌ من الله إلى الذين مكّنهم في الأرض من زعماء الأمّة.تصديقاً لقول الله تعالى:
{ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }
صدق الله العظيم [الحج:41]
فاتقوا الله يا معشر الإخوان المسلمين، واتقوا الله يا معشر شعب مصر واجتمعوا على نفيّ التعدديّة الحزبيّة في دين الله فلا حزب الإخوان ولا حزب البهلوان والكذب على أمّتكم، فلن تنجو الأمّة الإسلاميّة إلا بطاعة الله في تحريم التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين، فاجمعوا شملكم يا شعب مصر ووحدوا أمّتكم أمّةً واحدةً على كلمةٍ سواءٍ بنفي التعدديّة الحزبيّة بين المؤمنين، ولا مشكلة في تَنَزُّلِ المرشحين والانتخابات من قبل الشعوب، ولكن الطّامة الكبرى تقسيم الشعب إلى طوائفٍ وأحزابٍ وتفرُّق المؤمنين واختلافهم وذهاب ريحهم، فاتقوا الله فقد جرّبتم الحكم العلماني وفشلتم في أمن شعوبكم فشلاً ذريعاً.ولا نزال نُفتي بالحقّ إنّه لا مخرج للأمّة الإسلاميّة في ظلّ التعدديّة الحزبيّة، ولا مشكلة أن تجعلوا الشعب المصري حزباً واحداً تحت مسمى حزب الوحدة المصريّة فيندمج فيه جميع الأحزاب السياسيّة في الشعب المصري فيكونون حزباً واحداً فقط تحت مسمى حزبُ الوحدة المصريّة، فنحن لا نحرّم الحزب الواحد في الدولة الواحدة وإنّما نحرِّم التعدديّة الحزبيّة فيكون في الدولة الواحدة عدّة أحزابٍ فذلك هو المحرم؛ التعدديّة الحزبيّة في الشعب الواحد لكونها سوف تجعل الشعب الواحد أحزاباً متفرقين و تجلب الفُرقة والاختلاف والتباغض بين المؤمنين، فما خطبكم لا تفقهون قولاً ولا تكادون أن تهتدوا سبيلاً؟
ويا شعب مصر الأبيّ العربيّ،
 اتقوا الله وأجمعوا أمركم فقد كان أمركم من قبل عليكم غُمةً وظُلمةً بسبب اتّباع التعدديّة الحزبيّة، وكذلك لا نستبعد اليمن من بعدكم فلا تزال التعدديّة الحزبيّة تشكل خطراً عظيماً على الشعب اليماني، ولو أنّهم نفوا التعدديّة الحزبيّة إلى حزبٍ واحدٍ تحت مسمّى حزب الوحدة اليمانيّة لكانوا اتّفقوا، ولكنّهم لن يتفقوا بسبب استمرار تعدد الأحزاب السياسيّة.
وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
ـــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.