الأحد، 1 نوفمبر 2015

سألَ سائلٌ فقال: ما هي القُرى التي عذّبها الله بكوكب العذاب من قبل؟

 سألَ سائلٌ فقال:
ما هي القُرى التي عذّبها الله بكوكب العذاب من قبل؟
 وأجاب الذي عنده عِلم الكتاب فقال: 
 بسم الله الرحمن الرحيم
 لم يقتطع الله الأرض التي فيها قرية لوط ولم يرفعها جبريل حتى سمعوا أدياك أهل السماء وليس مع الملائكة دجاج! فدعوا الخزعبلات من تفاسير الذين يقولوا على الله ما لا يعلمون وإنما قالوا ذلك نظراً لفهمهم الخاطئ من قول الله تعالى:
 {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ } صدق الله العظيم [هود] 
 فظنّوا أن جبريل رفع القرية وجعل عاليها سافلها! ولكن الإمام ناصر محمَّد اليماني أتاكم بالبيان الحقّ إن كنتم تعقلون فوضّحنا لكم أنه جعل عالي أرضهم كوكباً كان بسافلها فأمطر عليهم مِنهُ حِجارةً من طين مسومةً عِند ربك وما هي من الظالمين ببعيد، ولم يمطر فقط على قرية قوم لوطٍ؛ بل وكذلك على كافة قُرى قوم إبراهيم الذي ابتعثه الله إلى الذي أتاه الله المُلك وظنّ أنه القوة التي لا تُقهر وادّعى الربوبيّة وقال أنه يُحيي ويُميت فيقتل من يشاء ويطلق في الحياة من يشاء! وقال له إبراهيم:
 { فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
 صدق الله العظيم [البقرة:258] 
 وتتبعه قُرى كثيرة على وجه الأرض ودمّرهم الله مع قوم لوط تدميراً،
 وقال الله تعالى:
 { أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ }
 صدق الله العظيم [التوبة:70]
 وليست قرية قوم لوط إلّا قريةً من إحدى قُرى قوم إبراهيم المُعذّبة ولم يؤمن لإبراهيم من تلك الأقوام إلّا نبيّ الله لوط صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. تصديقاً لقول الله تعالى:
 { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ ربّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٢٦﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } صدق الله العظيم [العنكبوت] 
 وجعل الله نبيّه لوط داعية إلى الحقّ وجعله الله لإبراهيم وزيراً يدعو إلى الحقّ، وأبى خليل الله إبراهيم الحليم أن يدعو على قومه وقال: 
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴿٣٥﴾ رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٦﴾} 
 صدق الله العظيم [إبراهيم]
 ولكن الله أجاب دعوة نبيّه لوط فدمّر قومه وقوم إبراهيم على وجه الأرض جميعاً، ولذلك قال الله تعالى:
 {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [هود] 
 وقال الله تعالى:
 { فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ } 
صدق الله العظيم [الحجر] 
ويتبيّن لكم الفرق بين :{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ } وكذلك { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا } أيّ: أمطر على الأرض كُلّها وقرية لوط من ضمنهم وجعل الله ذلك من أسرار القُرآن فلم يتبيّن لكم أنه أمطر على الأرض كُلّها حتى لا يتبيّن للناس كوكب العذاب إلّا في قدره المقدور في الكتاب المسطور في عصر الحوار من قبل الظهور، ولم تتساءلوا بمَ عذّب الله قوم إبراهيم؛ بل ألّفَ أصحاب الروايات قصصاً ما أنزل الله بها من سُلطان، ولأنّ عذاب قوم إبراهيم كان مجهولاً فقال من قال:
 إنّه عذّبهم بالنُمس ودخل نامسي في أنف النمرود بن كنعان الذي ادّعى الربوبية ثُمّ تم ضرب النمرود أربعين عام بالحذاء ثُمّ أنفقع رأسه وانكسر جناح البعوضة وخير الله البعوضة بمُلك الدُنيا عوضاً عن جناحها فأبت إلّا أن يُعيد الله لها جناحها ولذلك قال:
 لو كانت الدُنيا تسوى عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء. وهذه روايات ليست يهوديّة الصنع ولكنها من تأليفٍ أتى من الطريق لتخويف الناس ولكنهم بهذا خالفوا البيان الحقّ للقُرآن العظيم وذلك لأن الله أهلك قوم إبراهيم بكوكب العذاب الأليم الذي أمطر على الأرض ونجّا الله إبراهيم ولوط إلى الأرض التي بارك الله فيها للعالمين مكة المكرمة، وقال الله تعالى:
 { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾ } 
صدق الله العظيم [الأنبياء]
 وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رَبّ العالمين.. 
خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمَّد اليماني.
http://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?t=1432  
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.