السبت، 14 نوفمبر 2015

سأل سائلٌ فقال: هل المسيح الدجال هو إبليس الشيطان الرجيم؟ وهل هو أعور؟ وهل مكتوب على جبينه كافر وهل يحيى الموتى؟


سأل سائلٌ فقال:
 هل المسيح الدجال هو إبليس الشيطان الرجيم؟ وهل هو أعور؟ وهل مكتوب على جبينه كافر؟ وهل يحيى الموتى؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم نعم إنّ المسيح الكذاب هو إبليس الشيطان الرجيم الذي يريد أن يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم ويقول إنه الله ربّ العالمين وما كان لابن مريم أن يقول ما ليس لهُ بحق؛ بل ذلك هو المسيح الكذّاب وليس المسيح عيسى ابن مريم بل هو الشيطان الرجيم الذي ينتحل شخصية المسيح عيسى ابن مريم، وبما أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يُسمى المسيح الكذاب لأنه ليس المسيح عيسى ابن مريم الحقّ صلى الله عليه وعلى أمه وأسلمُ تسليماً.
وأما بالنسبة لقولك:
 أن المسيح الكذاب أعور
 فلا أعلم أنه أعور، ولا أعلمُ بأنّه مكتوب على جبينه كافر، وإنما تلك خدعة من شياطين البشر المُفترين عن النَّبيّ الخاتم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك حتى يفتنوا المسلمين بالمسيح الكذاب حين يجدوا أنه ليس بأعور ولا مكتوب على جبينه كافر ومن ثم يصدِّقونه، ويا سُبحان ربي وكأنَّ الله إنسان سُبحانه! وإنما الفرق أنه أعور وربكم ليس بأعور! أفلا تتقون؟ ليس كمثله شيء سُبحانه ولا يشبهه أحداً من خلقه جلَّ جلاله.
وأما بالنسبة لقولك:
 إن كان المسيح الدجال يريد أن يقنع البشر أنه الله؟ 
ومن ثم أرد عليك بالحقّ:
 وذلك لأن الشيطان يريد فتنة البشر جميعاً فاستغلَّ عقيدة النّصارى بغير الحقّ ويريد أن يضل النّصارى والمُسلمين عن الصراط المُستقيم، وأما اليهود فهم يعلمون أنه الشيطان الرجيم ولكنهم يئسوا من رحمة الله ويريدون أن يكون النّصارى والمُسلمين جميعاً معهم في نار جهنم ولذلك يحذّر الله النّصارى من مكر اليهود، وقال الله تعالى:
 { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحقّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) } صدق الله العظيم [المائدة]
ويخاطب الله النّصارى بقوله تعالى:
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ }، 
ومن ثم حذَّرهم من اتباع افتراء اليهود بالمُبالغة في الكتب المُفتراة عن المسيح 
عيسى ابن مريم، ولذلك قال الله تعالى: 
{وَلاتَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) } صدق الله العظيم.
 وذلك لأن كثيراً من كُتب الإنجيل الحالية والتوراة إنما هي من افتراء شياطين البشر من اليهود ليضِّلوا النّصارى عن سواء السبيل، ولذلك قال الله تعالى:
 { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحقّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا
 عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) }  صدق الله العظيم.
وأما سؤالك الذي تقول فيه:
 وما الحكمة أن يأتي المسيح الحقيقي يحيى الموتى والمسيح الدجال يحيى الموتى؟
ومن ثمّ يردُّ عليك المهديّ المنتظَر بالقول المُباشر من مُحكم الذكر.
 قال الله تعالى:
 { قلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بالحقّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) } 
 صدق الله العظيم [سبأ]
بل تجد الله يعلن التحدي على الباطل وأوليائه بأن يرجعوا روح ميتٍ من بعد موته، وقال الله تعالى فإن فعلوا مع أنهم ِيدعون الباطل من دونه فقد صدقوا في شركهم بالله، وقال الله تعالى: 
{ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة]
فانظر للتحدي من ربّ العالمين للباطل وأولياءه أن يرجعوا الروح إلى الجسد:
 { تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم.
 ولكن المُفترين يريدون أن يفتنوا المُسلمين عن العقائد الحقّ في محكم كتاب الله فيكذبوا الله وتحديه بالحقّ، ولذلك تجد المُسلمون يعتقدون بالباطل المُخالف لتحدي الله فتجدهم يعتقدون أنّ الباطل يعيد الروح إلى الجسد، وإنما قالوا بإذن الله. 
ومن ثم نقول لهم: 
 والله الذي لا إله غيره لا يصدق هذا الافتراء إلا الذين هم كمثل الأنعام لا يتفكرون ولا يتدبرون محكم كتاب الله القرآن العظيم فهم لا يعقلون ويتبعون الاتّباع الأعمى من غير تفكرٍ ولا تدبرٍ؛ فهل هذه الرواية أو الحديث من عند الله وهل هي مخالفة لمحكم الكتاب أم لا تتعارض معه شيء؟ وبرغم أنها تتعارض مع التحدي من ربّ العالمين
 في محكم كتابه: { ترْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } 
صدق الله العظيم، 
إذاً اعتقد المُسلمون أنّ الباطل سيرجع الروح في الجسد إذا صدقوا الباطل 
وكذبوا الله سُبحانه الذي يقول للباطل وأوليائه:
 { ترْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم.
 وصدق الله العظيم وكذب شياطين البشر المُفترين والأنعام من عُلماء المُسلمين
 الذين صدقوا برواياتهم وكذبوا بكلام الله في القرآن العظيم، وقال الله تعالى: 
{ قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) } 
صدق الله العظيم.
وأما المسيح عيسى ابن مريم الحقّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فإني أشهد أنّ الله أيّده بمُعجزة إحياء الموتى لكونه لا يدعو إلى نفسه وما ينبغي له؛ بل وقال الله تعالى: 
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } 
صدق الله العظيم [المائدة:72]. 
ولذلك أيّده الله بمعجزة إحياء الموتى لتكون تصديقاً من الله لما يدعو إليه المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه 
وآل عمران وأسلمُ تسليماً.
والسؤال الذي يطرح نفسه:
 فكذلك كيف يؤيد الله بمُعجزة إحياء الموتى للمسيح الكذاب وهو يدعو إلى نفسه؟ 
فكيف يؤيّده الله فيصدق دعوته بمُعجزة من عنده؟ 
فكيف يقيم الله الحُجة على نفسه سُبحانه فيبطل تحديه بنفسه سُبحانه؟ 
ألم يقول الله تعالى: { تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } صدق الله العظيم؟
 فكيف يُصدقُ الباطل بمُعجزة من عنده فيكذب نفسه؟
 سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! فهل يقبل ذلك العقل والمنطق؟
 بل لن يقبل ذلك العقل والمنطق ولذلك تجدوه مُخالفاً للتحدي في مُحكم كتاب الله
 { تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } 
صدق الله العظيم.
 أفلا تعلمون أنهم لو يرجعونها لصدقوا في دعوتهم للباطل من دونه؟
 ألم يقل الله تعالى: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم؟
 فكيف يكونوا صادقين فيرجعون الروح إلى الجسد؟ سُبحان الله العظيم وتعالى علواً كبيراً! بل كفر المسلمون بالقرآن العظيم واتَّبعوا روايات وأحاديث الشياطين ويحسبون أنهم مهتدون ذلك لأنهم قوم لا يعقلون إلا من رحم ربي وحكّم عقله فاتَّبع الإمام المهدي الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراط مستقيم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

http://www.mahdi-alumma.com/showthread.php?p=7558

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.