السبت، 14 نوفمبر 2015

سأل سائلٌ فقال: ما حقيقة الصراط، وهل الكل من مسلمٍ وكافرٍ يمرّ عليه؟

 

سأل سائلٌ فقال:
ما حقيقة الصراط، وهل الكل من مسلمٍ وكافرٍ يمرّ عليه؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:

ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة أو عامة المسلمين أن يقول:
"ومن ذا الذي يقول إن الصراط المُستقيم يؤدي إلى نار جهنم؟".
فنقول: عقيدة الباطل المدسوسة والتي جعلت صراط الحقّ وصراط الباطل طريقاً واحداً يمرّ على نار جهنم فيسقط أهل النار في النار ويمضي أصحاب الجنة على الصراط فوق جهنم ثم يدخلون إلى الجنة.
ولربّما يودّ أحدكم يا معشر علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول:
 "بل الصراط المستقيم أحدُّ من السيف وأرهف من الشعرة قاله الرسول عليه الصلاة والسلام وإنه يمرّ فوق النار فيسقُط أصحاب النار". ومن ثم يأتيني بالآيات المُتشابهات مع روايات الفتنة في ظاهرهن ولا يَزَلْن بحاجة إلى التأويل فيقول:
"أم لم تقرأ يا ناصر محمد اليماني قول الله تعالى:
 {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ عَنِ الصِّرَ‌اطِ لَنَاكِبُونَ}
 صدق الله العظيم [المؤمنون:74]؟
وكذلك ألم تقرأ يا ناصر محمد اليماني قوله تعالى:
{وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)}
 صدق الله العظيم [مريم]؟".
ومن ثم يُرد المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني
فأقول لكم يا معشر علماء الأمّة:

 إني لا أدعوكم إلى الاحتكام إلى الآيات المتشابهة مع أحاديث الفتنة؛ بل أدعوكم إلى الاحتكام إلى الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات واللاتي لم يجعلهن الله في أسف ناصر اليماني ولا جميع الراسخين في العلم لكي يأتوكم بتأويلهن؛ بل جعلهنّ الله واضحاتٍ بيّناتٍ لأنهنّ أمّ الكتاب لذك جعلهنّ واضحاتٍ لعالِمكم وجاهلكم لا يزوغ عنهنّ إلا هالك، وحتما الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ الواضح والبيّن فيهن فسوف يتبع الآيات المُتشابهات مع أحاديث وروايات الفتنة وينبذ الآيات المُحكمات الواضحات البيّنات وراء ظهره، ويستمسك بالآيات المتشابهات مع الأحاديث الموضوعة وذلك لأنّه، يبتغي إثبات حديث الفتنة لأنّه لا يريد إلا التمسك بالسنة فقط وإنما أعجبته آيات متشابهات في القرآن مع تلك الأحاديث برغم إنه يعلم إن تلك الآيات لا تزال بحاجة إلى التأويل فيزعم إن هذه الأحاديث جاءت تأويل لتلك الآيات فهو كذلك يريد تأويل المُتشابه من القرآن
 ولذلك قال الله تعالى:
 {هُوَ الّذي أنْزل عليكَ الكِتاب مِنْهُ آيات مُحْكَمات هُنَّ أُمّ الكِتاب وَأُخر مَتَشابهات فَأَمّا الّذينَ في قُلُوبِهِمْ زَيغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الفِتْنَة وَابْتِغاءَ تَأْويلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْويلهُ إِلاّ اللّه وَالرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمّنا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبّنا وَما يَذَّكّرُ إِلاّ أُولوا الأَلباب (7)}  صدق الله العظيم [آل عمران].
وإذا تدبرتم هذه الآية التي تحذّركم من اتّباع الآيات المتشابهة مع أحاديث الفتنة برغم إنّ هذه الأحاديث تُخالف الآيات المحكمات في القرآن في نفس الموضوع فسوف تجدون بأنّ الله يقول إنّ الذين يتّبعون المتشابه إنما يبتغون الفتنة فهل تظنّون بأنّ هذا العالم الذي اتّبع المتشابه إنه يريد الفتنة للأمّة كلا ثمّ كلا ولو كان يريد الفتنة للأمّة لما قال الله عنه بأنه يريد
 كذلك تأويل القرآن بالحقّ في قوله تعالى: {ابْتِغاءَ الفِتْنَة وَابْتِغاءَ تَأْويلِهِ}،
 إذاً ما هو المقصود من هذه الآية التي تتكلم عن بعض العلماء بأنّهم يبتغون الفتنة وكذلك يبتغون تأويل القرآن؟
وسوف نفتيكم بالحقّ:
 أنّ هؤلاء من العلماء المجتهدين يريدون تأويل القرآن المتشابه مع هذه الأحاديث التي هم متمسكون بها فيظنون بأنها جاءت لتأويل هذه الآيات المتشابهات مع أحاديث الفتنة غير أنهم لا يعلمون أنها فتنة موضوعة من قبل شياطين البشر من اليهود؛ بل يظنّونها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما أريد قوله لكم يا إخواني عُلماء المُسلمين هو لماذا لا تتركون تأويل المُتشابه والذي لا يعلم بتأويله إلا الله وحده ويُعلمه للراسخين في العلم ومن ثم تتمسكون بالآيات المُحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهنّ الله أمّ الكتاب في تصحيح عقيدة المسلم ولا يزيغ عنهنّ إلا هالك؟
 فإذا رجعتم إلى المحكمات في شأن الصراط المُستقيم فسوف تجدون في الكتاب أنّ الصراط المستقيم هو صراط العزيز الحميد يؤدي بمن سلكه إلى النعيم وليس إلى الجحيم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومن مات وهو سالك نَجْدَ الصراط المستقيم دخل الجنة لأن نَجْد الصراط المُستقيم يؤدي إلى جنة النعيم، وليس الناس يسلكون الصراط المستقيم في الآخرة كلاّ ثم كلاّ،
فلا يوجد هناك عمل بل حساب بلا عمل؛ بل السلوك في الصراط المُستقيم هو في الدُنيا حتى يأتيه الموت وهو على صراط العزيز الحميد ومن ثم يدخله هذا الصراط الجنة، وإنما الصراط المُستقيم معنوي عقائدي درب القلوب المُبصرة،
فمن أراد صراط العزيز الحميد فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك في عبادة ربه أحداً وذلك نجد الصالحين،
وأما النّجد الآخر فهو:
 سبيل الطاغوت ويؤدي إلى نار جهنم فإذا مات وهو في سبيل الغيّ والضلال دخل النار، ولم يجعل الله صراط الأخيار وصراط الكفار صراطاً واحداً يؤدي إلى نار جهنم ما لكم كيف تحكمون؟ بل هما نجدان في اتجاهين متعاكسين، فنجدٌ تجدون من سلكه فاز برضوان الله، وأما النجد الآخر فمن سلكه فقد نال غضب الله وأرضى عدوّه الشيطان الرجيم. وقال الله تعالى:
 {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}
  صدق الله العظيم [البلد].
فنَجْدُ الحقِّ يؤدي إلى النعيم ونَجْدُ الطاغوتِ يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير. وقال الله تعالى:
 {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرً‌ا وَإِمَّا كَفُورً‌ا}
 صدق الله العظيم [الإنسان:3].
فإن سلك سبيل الحقّ فهو من الشاكرين لربهم، وإن انقلب على عقبيه وسلك الطريق المخالف للسبيل الحقّ فهو من الكافرين.
ويا معشر علماء الأمّة
 لا أجد في الكتاب بأنّ السلوك في الصراط المستقيم يوجد في الآخرة على نار جهنم؛ بل هو في الدُنيا. وعجبي من أمركم، أفلا ترون أنكم تقولون في اليوم عديد المرات في جميع الركعات:
 {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة]؟ 
ولكنكم جعلتم بعقيدتكم صراط الحقّ والمعوج واحدة برغم أنكم تقولون غير صراط المغضوب عليهم بفاتحة الدُعاء :
 {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}،  
وفي جميع الآيات عن الصراط في الكتاب تجدونه في الدُنيا صراطاً معنوياً عقائدياً يسلكه أصحاب القلوب المُبصرة. وقال الله تعالى:
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَ‌اطِ الْحَمِيدِ}
صدق الله العظيم [الحج: 24].
فكيف يؤدي الصراط المستقيم إلى نار جهنم ثم إلى الجنة، أفلا تعقلون؟ 
وهو طريق الأمن والأمان ويأتي صاحبه آمناً يوم القيامة، أفلا تتقون؟
 وقال الله تعالى:  {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
 صدق الله العظيم [الشورى:52]،
 وسلوكه في الدُنيا وليس في الآخرة، وأما الآخرة فصراط الجنة والنار ليس
معنوياً بل طريقاً تؤدي إلى الجنة وطريقاً أخرى تؤدي إلى نار جهنم.
 وقال الله تعالى:
 {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}
صدق الله العظيم [الصافات].
ولا أظنّ هذه الآية تحتاج إلى التأويل نظراً لأنها من المُحكمات الواضحات تُفيد بأنّ الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنة، ولكنكم بعقيدتكم جعلتموها طريقاً واحدة تؤدي إلى نار جهنم وهي نفس الطريق إلى الجنة، وإنما أهل النار يتساقطون من على الصراط إلى النار! ولو كانت هذه العقيدة حقاً لما وجدتم هذه الآية في القرآن للتحديد بأنّ الطريق إلى النار غير الطريق إلى الجنة، ولن أفسر هذه الآية فهي واضحة،
 وكذلك توجد في القرآن العظيم من ضمن الآيات المُحكمات تقول إنه عندما يُساق أصحاب النار صوب النار بأنهم يفترقون إلى سبع جماعات زُمراً متوجهين صوب أبواب جهنم السبعة فلكلّ باب منهم جزءٌ مقسوم، وكذلك يتوجه أصحاب الجنة إلى الجنة زُمراً فهذه تخالف لما تعتقدون جملةً وتفصيلاً؛
 بل اختلافاً كثيراً وتنفي عقيدتكم بأنّ الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم ليسلكوا الصراط المُستقيم الممدود على نار جهنم فمنهم من يسقط مِنْ على الصراط في نار جهنم والآخرون يستمرون في سلوك الصراط المستقيم الممدود على نار جهنم حتى يدخلوا إلى الجنة، ولكن الآيات المحكمات لعقيدتكم لبالمرصاد وسوف تجدون الآيات المحكمات في هذا الشأن تخالف لعقيدة الباطل فانظروا إلى هذه الآية المحكمة والتي لم يجعلها الله بأسف ناصر محمد اليماني لكي يُأوِّلها للأمّة ولم يجعلها الله بأسف جميع الراسخون في العلم لتأويلها نظراً لأنها واضحةٌ وبينةٌ ومُفصلةٌ تفصيلاً من لدن عليمٍ حكيمٍ. وقال الله تعالى:
 {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)}
 صدق الله العظيم [الزمر].
فقد علمتم يا قوم من خلال هذه الآية المُحكمة والتي لا تحتاج إلى تأويل بأنّ أهل النار يُساقون صوب النار زُمراً فيتمّ تقسيمهم إلى سبع جماعات بعدد أبواب نار جهنم السبعة؟ فلكل باب منهم جزء مقسوم:
  {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)}
صدق الله العظيم [الزمر].
وكذلك أصحاب الجنة يساقون صوب الجنة زمراً جماعاتٍ، ولكن عقيدة الباطل الذي يعتقدها المسلمون بمكر من اليهود تقول إنّ الناس يساقون أجمعين صوب نار جهنم فيسلكون الصراط المُستقيم جميعاً على نار جهنم فأصحاب النار يسقطون، أفلا ترون بأنّ بين هذه العقيدة المنكرة وبين الآيات المُحكمات البينات اختلافاً كثيراً ولكنكم سوف تجدون هذه العقيدة المنكرة تتشابه مع ظاهر آيات أُخرى لا تزال بحاجة إلى تأويل،
 كمثال قول الله تعالى:
 {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)}
 صدق الله العظيم [مريم].
ومن ثم تجدون الحديث المُفترى المدسوس بخبثٍ قد تشابه مع ظاهر هذه الآية وذلك لكي تظنون بأنّ هذا الحديث جاء بياناً لها عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وإليكم الحديث المفترى والذي يشابه هذه الآية في ظاهرها،
 قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
 [يَرِد النَّاس النَّار ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ كَلَمْحِ الْبَصَر ثُمَّ كَالرِّيحِ
ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَس ثُمَّ كَالرَّاكِبِ الْمُجِدّ فِي رَحْله ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُل فِي مَشَيْته].

 وكذب أعدُاء الله، ما كان لمحمد رسول الله أن ينطق بحديثٍ يخالف القرآن المحكم البين في هذا الشأن، أفلا تعقلون؟
ولكني المهديّ المنتظَر الحقّ حقيقٌ لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ أفتيكم في تأويل هذه الآية المُتشابهة مع حديث الفتنة المدسوس وأبيّن لكم حقيقة الورود في هذا الموضع وأفصّله من القرآن تفصيلاً
 فأمّا الورود في هذا الموضع :
فلا يقصد به الدخول وإن ظننتم إنه الدخول فسوف تكون لكم الآيات المحكمات لعقيدة المنكر لبالمرصاد فتجدوها تنفي ذلك جملةً وتفصيلاً،
 إذا ما هو الورود المقصود في هذه الآية؟
وإليكم الفتوى:
إنّه الوصول إلى الساحة لرؤية جهنم لمن يرى من الناس أجمعين بشكل عام يرونها أجمعين لكي يحمد الله أهل الجنة إذ نجّاهم من هذه النار التي تلظى لا يصلاها إلا الأشقى، وأما أصحابها فسوف ينزع الرُعب منها أفئدتهم نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى. فالورود إلى ساحة جهنم شاملٌ للناس أجمعين فبرزت الجحيم لمن يرى بشكل عام. تصديقاً لقول الله تعالى:
  {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)} 
صدق الله العظيم [التكاثر].
ومن ثمّ يتفرقون من بعد الحشر للناس أجمعين إلى ساحة جهنم ثمّ يتفرقون.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ(14)فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ(15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ(16)} صدق الله العظيم.
إذاً الورود المقصود في هذه الآية مثله كمثل ورود موسى عليه الصلاة والسلام إلى ماء مدين ولكنكم تعلمون إنه لم يدخل إلى ماء مدين بل ورد إليه أي وصل إلى ساحة بئر مدين. وقال الله تعالى:
  {وَلَمَّا وَرَ‌دَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَ‌أَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ‌ الرِّ‌عَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ‌}
 صدق الله العظيم [القصص:23].
وليس هذا قياساً؛ بل لفهم أنواع الورود في القرآن العظيم.
ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة
 أقسم لكم بالله العلي العظيم البر الرحيم لئِن آمنتم بالقرآن العظيم أن نحتكم إلى آياته المحكمات الواضحات البيّنات لألجمكم بالحقّ إلجاماً وأخرس ألسنة الممترين بالباطل وأغربل جميع الأحاديث النّبويّة في سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأدافع عن سنة جدّي بكل ما آتاني الله من العلم فأجعلها مع القرآن العظيم فوق رأسي وأجعل الأحاديث المُفتراة تحت قدمي فأفركها بنعلي، فإن كنتم ترونني على ضلالٍ فاغلبوني بعلم وسلطان هو أهدى من سلطاني إن كنتم صادقين، وإن كنتم ترونني على الحقّ ومن ثم تصمتون فإنّ عليكم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ولربّما يودّ أحد الباحثين عن الحقيقة أن يقاطعني فيقول:"كيف تلعن علماء الأمّة؟".
 فأقول له :
إنّما ألعن من تبيّن له أني أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراطٍ مُستقيم ومن ثمّ يصمت عن الاعتراف بالحقّ بعد ما تبيّن له إذاً هو شيطانٌ أخرسٌ يستحق لعنة الله وغضبه، وأما إذا كان من أولياء الله فسوف يكون مع الحقّ ولا يخشَى في الله لومة لائم، ولكني أعلم أنهم ليسوا مكذبين بشأني بل لا يوقنون، ومن ثم أقول لهم:
 صدق ربي إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون حتى المسلمين في زمن ظهور المهديّ بآيات ربهم لا يوقنون إلا من رحم ربي فصدق بآيات ربه في زمن الحوار من قبل الظهور بعذاب أليم من جراء الكوكب العاشر والسابع من بعد أرضكم ولكنكم قوم تجهلون: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأنعام:105].
صاحب علم الكتاب المهديّ المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم؛
 الإمام ناصر محمد اليماني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.